لم يغب هذا المسلسل عن ذاكرة الفن الخليجي اذ حقق هذا المسلسل انجازاً رائعاً في عالم الدراما الخليجية بالرغم من كون هذا المسلسل قد تم انتاجه في نهاية السبعينيات وبميزانية متواضعة جداً، لكن المدهش في الأمر أن هذا العمل الرائع لازال متفوقاً علي المسلسلات الجديدة. ذات التكنولوجيا الضخمة والميزانيات العالية، استمرار نجاح هذا المسلسل وخطفه عيون المشاهد الخليجي كلما أعادت عرضه قناة من القنوات لهو دليل علي ضعف محتوي بعض الأعمال الجديدة، واعتقد كما يعتقد الجميع أن استناد هذا العمل الي العفوية والتمثيل العفوي الذي يخرج من القلب والذي هو فن بحد ذاته وتميزه بالبساطة والابتعاد عن التصنع ومعايشة ومحاكاة الواقع بدون مبالغة وابتذال.
في درب الزلق مشاهد لن ينساها الناس أبداً،
في درب الزلق مواقف نقدية شاملة لمعظم التعاملات في الحياة.
في درب الزلق صورة حقيقية للمجتمع بأشكاله العديدة حيث نقلها المسلسل بشفافية ووضوح وبحوارات بسيطة جداً تدخل الي القلب مباشرة دون رموز وبعيداً عن التعقيدات.
في درب الزلق نجد الضحكة النابعة من القلب حيث تغدو الكوميديا مغامرة يدخل بها الفنان كل بيت ليكون حاضراً في جلسات عائلية تجمع كل أفراد الاسرة صغاراً وكباراً، حيث يقدم لنا كل شيء علي طبيعته بعيداً عن الاستعراض الممل للمكياج والازياء وعمليات التجميل والاكسسوارات الملونة.
في درب الزلق نسمع لهجة خليجية رائعة جداً عن تدهور اللهجات المحلية في معظم المسلسلات الحديثة. لاحظوا الفرق بين اللهجة الكويتية التي نسمعها في درب الزلق واللهجة نفسها في المسلسلات الجديدة.
وباختصار فان مسلسل درب الزلق يحكي حكاية أخوين فقيرين جداً يعيشان في الكويت في مرحلة الستينيات ويصبح فجأة الأخوان حسينوه وهو الفنان عبدالحسين عبدالرضا وشقيقه سعد الفنان سعد الفرج من الأثرياء بين ليلة وضحاها نتيجة شراء الحكومة لمنزلهم لتبدأ بعد ذلك رحلة نقدية ساخرة من التحولات الاجتماعية جراء دخولهم عالم الثراء بسرعة وسهولة.
من أهم مميزات هذا العمل أن هناك الكثير مما لم يتم كتابته في السيناريو، لكنه كان وليد اللحظة وكان التصوير يتم مرة واحدة ولا يعاد ونلاحظ أن هناك العديد من المشاهد التي لم يتمكن فيها الممثلون من حجب ابتساماتهم وضحكاتهم مع ذلك تقبل المشاهد كل الأخطاء بسبب شعوره بالتواصل الجميل مع أفراد العمل الذين اقنعونا بأن ما يحصل أمامنا هو اقرب للواقع منه الي التمث.
المصدر: الراية القطرية