فتاة عاصيه لربها تعالوا شوفوا نهايتها

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأخوة الكرام ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد......
كانت فتاة مستلقية على سريرها حاملة بيديها مسجلة صغيرة تستمع إلى الغناء وهي تفكر بهذه الكلمات كلمات الأغنية بعشق...
وبينما هي تستمع بهدوء في غرفتها وحدها فإذا بها تشعر بشعور غريب فالتفتت عن يمينها فلم ترى شيئاً فعادت إلى جلستها وأخذت تستمع........... وفجأة رأت خيالاً عن يسارها فالتفتت بسرعة... فجحظت عيناها واصفر وجهها وازرقت شفتاها... فأطفأت المسجلة وهي خائفة مدهشة من هول ما رأتاه عيناها ....
رأت رجلاً أسوداً شعره أبيض وعيناه حمراوان وبشرته مجعدة جداً ومرتدياً زياً سواده كسواد الليل ومخيف جداً جداً وبينما هي تنظر إليه وترتجف من شدة خوفها قال لها:
أعرفتي من أنا؟
وهي من شدة خوفها لم تستطع أن تنطق حرفاً واحداً فقال لها:
أنا جزء منك!! أنا نفسك
فقالت وشفتاها ترتجفان:
مـ..ا..ذا ... جزء ..مـ..ني
فقال لها وبكل برودة: نعم ودقائق فقط سيأتي ملك الموت ويقبض روحك ولا بأس لا تخافي لأنك عندما تصبحين تحت الأرض سأدخل معك وأكون بجانبك دائماً ...
فأخذت تبكي وتبكي من شدة خوفها وتقول أماه .. أماه .. أين أنت؟ تعالي إلي لا تتركيني مع هذا الخبيث أماه
وهي تبكي بشدة قالت: أبتعد عني أيها الخبيث.!!
فقال لها مندهشاً: ماذا تقولين؟! عجباً لكِ!! أنت التي صنعتني وتقولين لي أن أبتعد عنك! أنا جزء منك وبداخلك وأنت التي صنعتني وأنا سأكون رفيقك إلى الأبد..
فاحمرت عيناها وهي ترتجف قالت: كيف صنعتك؟! أنت كاذب أنا لم أصنع وحوش مثلك من قبل..
فقال لها: أنظري إلى حالك الآن ماذا تفعلين؟ أنظري إنك تستمعين الغناء.. والغناء حرام.. والذي يرتكب حراماً يخلق ذنوباً.. وهذا الذنوب هي التي تجعلني هكذا..
وانظري حان وقت صلاة المغرب وأنت شاردة بهذه الأفكار المحرمة..
فقالت وهي تبكي: ولكني أتحجب وأصلي وأصوم و
فقاطعها قائلاً: ولكن أنت تتحجبين لأجل أهلك فقط وليس لأن الله طلب منك هذا وتصلين كالنقار الخشب و صلاتك هذه لم تنتفعي منها أبداً وتصومين غصباً عنك وتتأففين وتقولين متى يحين موعد الإفطار! أليس كذلك؟! من الآن فصاعد أنت صنعتني وأنا رفيقك إلى الأبد..
فقالت وهي تصرخ: لا أبتعد عني واتركني لا لا لا لا
فقال لها: لقد فات الأوان أنظري أتى ملك الموت..
وبدأ هذا الوحش البشع يقترب منها ليرجع إلى جسدها فأخذت تصرخ قائلاً: لا أبتعد عني
فقال لها متأسفاً: لو إنني أقدر أن أبتعد عنك لابتعدت ولكن أنا نفسك وأنت التي صنعتني.. أنت التي أرتكبتي ذنوباً وذنوباً إلى أن أصبحت هكذا وستدفعين ثمن أخطاءك.. واقترب من هذه المسكينة فأخذت تبكي وتصرخ ومن شدة الصراخ آلمها حلقها ومن شدة البكاء كاد أن ينقطع نَفَسَها وهي تقول: لا لا أبتعد عني... أمي .. أمي
أين أنت أمي.. فاقترب منها وكاد أن يدخل فيها ففتحت عيناها وهي تصرخ وتنادي: أمي أمي أمي لا أبتعد عني وهي تبكي بكاءً مريراً بكاءً لا يوصف.. فأتت أمها مسرعة ومرعبة وفتحت باب غرفتها فرأت وجهها مصفراً وهي تبكي فنظرت إلى أمها وعلمت بأنها كانت في حلم مزعج.. فضمتها أمها إلى صدرها وهي تقول: حبيبتي ما بكِ؟
فصاحت وهي تبكي وتقول: أمي أرجوك سامحيني.. أوعدك إنني سأطيعك ولن أعصي أمرك وأمر رب العالمين ولكن سامحيني يا أمي على كل معصية عصيتك فيها أمي سامحيني لأنني كنت أصرخ في وجهك....
فدمعت عينا أمها وقالت: لا بأس حبيبتي أنا معك فنظرت هذا المسكينة إلى يديها فرأت بأنها ما زالت هذه المسجلة بيديها فرمتها بشدة على الأرض فانكسرت وقالت: لن أزيد من ذنوبي بعد الآن لأجل هذا الغناء وأخذت تبكي بكاءً لا يوصف.. نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط ... فعلمت بأن وقت صلاة المغرب لم ينتهي بعد.. فقامت وتوضأت وهي تبكي وهذه أول مرة تفعل شيئاً من قلبتها ولوجه الله تعالى بعد أن توضئت أرتدت ملابسها بسرعة و وقفت على سجادتها تصلي بكل خشوع وهي تبكي وبعد انتهاءها من الصلاة سجدت وأخذت تبكي وتبكي وتبكي وتستغفر ربها وتشكر ربها لأنه نبهها من غفلتها وقالت: إلهي إني عملت سوءً وظلمت نفسي فإن لم تغفر لي وترحمني لأكون من الخاسرين يوم الدين.. إلهي إني أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائرها وبواطن سيئاتي وظواهرها.. توبة من لا يحدث نفسه بمعصية، ولا يضمر أن يعود في خطيئة..
اللهم إني أعلم بما عملت فاغفر لي ما علمت . .. إلهي وسيدي أخرج حب الدنيا من قلبي واجمع بيني وبين المصطفى وآله خيرتك من خلقلك وخاتم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنقلني إلى درجة التوبة وأعني بالبكاء على نفسي...
فأخذت هي المسكينة تبكي وتبكي فقالت: فقد أفنيت عمري وقد نزلت منزلة الآيسين مني خيري من يكون أسوأ حالاً مني إن أنا نقلت على مثل حالي إلى قبر لم أمهده لرقدتي ولم أفرشه بالعمل الصالح لضجعتي ومالي لا أبكي ولا أدري إلى ما يكون مصيري وأرى نفسي تخادعني وأيامي تخاتلني وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت... فأصبحت هذه الفتاة تتذكر ما رأته في منامها وإنه قال لها فات الأوان أتى ملك الموت وهي تبكي وتبكي ويكاد نفسها ينقطع من هول المنظر الذي أرعبها وهي تقول: ومالي لا أبكي .. أبكي لخروج نفسي أبكي لظلمة قبري أبكي لضيق لحدي أبكي لسؤال منكر ونكير إياي أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً حاملاً ثقلي على ظهري أنظر مرة عن يمين وأخرى عن شمالي إذ الخلائق في شأن غير شأني...
فراحت تبكي وتبكي فدخلت أمها فرأتها ساجدة باكية فحزنت عليها بشدة وخافت عليها من أن يصيبها مكروه من شدة بكاءها فقالت لها: حبيبتي قومي كفاكي بكاءً..فاقتربت منها ومدت يدها لترفعها وهي تقول: حبيبتي كفى بكاءً فرفعتها فسقطت الفتاة على جانبها الأيمن ويبدوا أن روحها فارقت الحياة.
إخوتي وأخواتي:
أرجوكم انتبهوا واستيقظوا من غفلتكم فما تدرون لعل الساعة قريب أو لعلك تموت الآن أو غداً العلم عند الله..
توبواً إلى الله الآن واعملوا بما يأمركم به فإن ما يأمركم به لصالحكم أنتم وابتعدوا عما نهاكم عنه لأن ما نهاكم عنه فهو يضركم ابتعدوا عن الشهوات قبل حلول الأجل وقبل فوات الأوان فما تدري ماذا لو أنك لن تعيش غداً أنظر هذه الفتاة المسكينة ماذا حصل لها من هول المنظر فكيف بعالم الآخرة وكيف بيوم القيامة...
أستعذ بالله من شر الشيطان الرجيم وبالله عليكم صلوا إلى الله ركعتين خفيفتين لوجه الله تعالى فقط صلي هذه الركعتان بحضور القلب وبكل خشوع تلذذ بالكلمات التي تقولها.. احذر لا تقول بأنه سيأتي يوماً وألتزم ! ماذا لو لم يأتي هذا اليوم؟؟!! هنا تحل الندامة
جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة ومع النبي محمد وآهل بيته والأئمة المعصومين عليهم السلام وأبعدنا عن الندم في الدنيا والآخرة بحق محمد وآل محمد